Mon, Dec 25, 2000

 حماده وحلو يشاركان في تسليم مفاتيح منازل دفون الى أصحابها
دفون - (الأنوار):
رعى وزير شؤون المهجرين مروان حمادة تسليم مفاتيح المنازل لأهالي بلدة دفون في قضاء عاليه، في احتفال حاشد حضره الوزير بيار حلو والنائبان أكرم شهيب وأنطوان اندراوس، ورئيس الصندوق المركزي للمهجرين المهندس شادي مسعد ومدير عام الوزارة خالد عبد الصمد ومسؤولو الوزارة: أحمد محمود، جواد زيتوني، ناجي أبو ذياب، وقائد سرية درك شؤون المهجرين الرائد جوزيف حلو، ووكيل داخلية عاليه الثانية في الحزب التقدمي الاشتراكي جمال عمار، ومختار دفون سعيد أبي عاد ورؤساء بلديات المنطقة وفاعليات وحشد من أهالي البلدة وقرى الجوار.
بداية ألقى نظام الحلبي كلمة أهالي المنطقة المقيمين فقال: نلتقي هذا اليوم لنشهد تسلم المفاتيح ولنطوي صفحة أخرى من صفحات التهجير المؤلمة، وتنفتح أمامنا صفحة التلاقي وتجديد علاقات العيش المشترك، وتوطيد أواصر الجوار بين دفون وسائر بلدات الجوار.
وألقى نائب رئيس بلدية دفون كلمة المجلس والعائدين فشكر كل من ساهم وسعى، ورافقنا في العودة، وقال: أبناء دفون في قلب الجبل وقلب الوطن، وقلوب المحبين كانوا وسيبقون لأن الجبل والوطن والمحبين في قلوب أبناء دفون.
النائب شهيب
وألقى النائب أكرم شهيب كلمة قال فيها: تأتي خطوة اليوم عشية ولادة المخلص رسول السلام، عسى السلام يسكن كل بيت كل عائلة وكل قلب، وعسى العودة اليوم الى دفون تكون خاتمة مسح غمامة ايام القسوة وايذاناً بخلاصنا جميعاً مما خلفت العقود الأخيرة من مآس نرغب جميعاً في استكمال طي صفحاتها لبناء الغد المشترك والحياة الكريمة.
وأضاف شهيب: يوم أطلق وليد جنبلاط مسيرة العودة راهن على ان المصالحة هي مدخلها الرحب، والمصالحة تأكدت بفعل الموقف السياسي والخطاب الوطني الجامع لكل اللبنانيين على قواعد الحوار والعيش المشترك وبناء مجتمع العدالة والاخوة والتنمية وصيانة الحريات.
وختم بالقول: نتمنى مع العودة انطلاقة مسيرة البناء وتكريس أسس الخطاب الجامع فكراً وممارسة وشكراً لأهل أكدوا اصرارهم على صوغ مستقبل العيش المشترك والمواطنية الصادقة.
ثم ألقى رئيس الصندوق المركزي شادي مسعد كلمة قال فيها: لم يكن سهلاً تحقيق المصالحة في بلدة ما. لا أتكلم عن السهولة في صفاء النفوس وخلق النسيج الاجتماعي بين المقيم والعائد، لأن هذا موجود وشعرنا به من خلال اجتماعاتنا مع اللجنتين بأن العائد فعلاً سيفتح قلبه ومنزله وبكل اندفاع متجه ليعيش مع أخيه في البلدة الواحدة. وكذلك المقيم لا يقل اندفاعاً في استقبال العائد في قلبه وبيته، واذا العائد منزله غير جاهز فان المقيم سيسكنه معه في منزله.
وأضاف مسعد: انما أتكلم عن صعوبة الملفات الادارية. بالحقيقة لم تكن سهلة أبداً في دفون وقرى أخرى لأن الملف كبير وفيه تجاذبات كثيرة، وخاصة المالية. وتأخر الوقت لكي نستطيع ايصال الحق لأصحاب الحق ولكي لا تذهب الأموال لغير المتضرر الحقيقي والمستحق الحقيقي.
وتابع مسعد قائلاً: ان الوزارة عملت بكثافة لتؤمن اتمام المصالحة، ونحن الآن في الصندوق متجهون بنفس الزخم والاندفاع لانهاء موضوع الشق المالي ولهذا أنهينا دفع جميع الاخلاءات في دفون. فقط هناك خمس حالات متبقية ثلاث منها صدرت الشيكات باسمها اليوم، والأخريان ينتهي موضوعهما غداً. ونبدأ سوياً بموضوع الترميم والاعمار والبنى التحتية. ونحن في الصندوق مستعدون لانجاز أي موضوع يخص البنى التحتية تتطلبها بلدة دفون، وكذلك دور العبادة.
كلمة حمادة
وألقى الوزير حمادة كلمة قال فيها: نجمة الميلاد تضيء اليوم سماء دفون، وبشارة اللقاء تحققت، واجتمع معها شمل العائلة بعد طول غياب. ان مصالحة دفون والجوار تزينها عودة الميلاد، وميلاد العودة، وأجراس العودة نقرعها يداً بيد، ومداميك الدار نبنيها جنباً الى جنب وكتفاً الى كتف. معاً نتمسك بالأرض وأيضاً نتمسك بالعيش الدائم والمشترك مع الجيران نغلق طوق التهجير الى غير عودة وقيود الهجرة والفراق.
واضاف حمادة ان دعم رئيس الجمهورية، والرئيس الحريري لخطواتنا يشكل دفعاً اساسياً للجهود المبذولة من قبل الجميع، احزاباً وهيئات روحية ومدنية وفاعليات ومواطنين. وكنا منذ ايام انا ورئيس الصندوق في اجتماع مع فخامة الرئيس ومع دولة الرئىس واستطيع ان اطمئنكم بأن الدولة لن تبخل عليكم، ولن تقف امام حائط مسدود لاعادة بنيان كل هذه الجدران ان شاء الله، كذلك الوزارة التي اتولاها والصندوق الذي يرأسه الصديق الشاب النشيط شادي مسعد سيكونان في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا.
وقال ان مبادرات الوزير وليد جنبلاط فتحت الطريق وعبّدته وتسابقت الخطى لاستكمال المسيرة وتحقيق العهد والوعد. وكذلك الجهود المشكورة التي قام بها الوزيران فؤاد السعد وبيار حلو ونواب المنطقة الاصدقاء والزملاء وفي مقدمتهم الوزير والرفيق والصديق والنشيط في هذا الملف الاستاذ اكرم شهيب وكذلك رئيس الصندوق السابق النائب والزميل انطوان اندراوس الذين ساهموا بفاعلية وفي مواكبة خطواتنا.
وقال حمادة: لا مقيمون ولا عائدون بعد اليوم في قاموس العودة، فكلنا عائدون لبناء الوطن، لبناء لبنان على قاعدة الوئام والوفاق والمحبة. مفاتيح القلوب تسبق مفاتيح البيوت، واقفال ملفات العودة تسير بخطى متسارعة. نحن نعلم وقالها شادي (مسعد) ان الامور ليست سهلة احيانا في معالجة الملفات الادارية والمالية ولكننا نسهر ليلاً نهاراً لاقفالها. بالامس تحدث فخامة الرئيس عن الخطة والخطى والديناميكية في الوزارة والصندوق بالامس تلقينا مباركةüوبركة غبطة البطريرك صفير لهذه الخطوات والتي سبقتها خطوة مصالحة رمحالا ـ قبرشمون.
وختم حمادة بالقول: اننا بمناسبة الميلاد وهذه المصالحة نودع معكم عاماً كان فيه التهجير لا يزال قائماً نستقبل عاماً جديداً وميلاداً جديداً نريده ونعمل من اجل ان يكون 
عام اكتمال العودة نهائياً، مبروك لكم العيد المبارك، والسنة الجديدة، مبروكة لكم دفون، مبروك لكم كل هذه المحبة التي تلف القرية والجوار اليوم.
بعد ذلك سلم الوزير حمادة المفاتيح الى مختار البلدة سعيد ابي عاد الذي وزعها بدوره على اصحابها.